کد مطلب:145689 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138

وصول السبایا و الرؤوس الی عین الوردة
قال أبومخنف: و جعلوا یسیرون الی عین الوردة، و أتوا الی قریب دعوات و كتبوا الی صاحب دعوات أن تلقانا، لأن معنا رأس الحسین علیه السلام.

قال: فلما قرأ الكتاب أمر بضر البوقات، و خرج فتلقاهم، و شهروا الرأس و أدخلوه من باب الأربعین، و نصبوه فی الرحبة من زوال الظهر الی وقت العصر، و أهلها طائفة یبكون و طائفة یضحكون، و ینادون: هذا خارجی خرج علی یزید بن معاویة.

قال: و تلك الرحبة التی نصب فیها رأس الحسین علیه السلام لا یجتاز فیها أحد و تقضی [1] حاجته الی یوم القیامة.

و باتوا ثملین من الخمور الی الصباح، و ارتحلوا من الغد، فعند ذلك بكی علی بن الحسین علیه السلام و أنشأ یقول:



لیت شعری هل عاقل فی الدیاجی

بات من فجعة الزمان یناجی



أنا نجل الامام ما بال حقی

ضائع بین عصبة الأعلاج [2] .



قال: و أتوا الی «قنسرین» و كانت عامرة بأهلها، فلما بلغهم ذلك أغلقوا الأبواب و جعلوا یلعنونهم و یرمونهم بالحجارة و یقولون: یا فجرة! و یا قتلة أولاد الأنبیاء! والله؛ لا دخلتم بلدنا، و لو قتلنا عن آخرنا.

فلما سمعوا ذلك لم یدخلوها، فرحلوا عنهم.


قال: فبكت أم كلثوم سلام الله علیها، و أنشأت تقول:



كم تنصبون لنا الأقتاب عاریة

كأننا من بنات الروم فی البلد



ألیس جدی رسول الله؟ ویلكم!

هو الذی دلكم قصدا الی الرشد



یا أمة السوء! لا سقیا لربعكم

الا عذابا كما أحنی علی البلد [3] .




[1] كذا في نسخة الحديث، و الظاهر أنه سقط كلمة... الا و تقضي، «منه رحمه الله».

[2] الأعلاج: جمع العلاج - بكسر العين -: و هو الرجل من الكفار، «منه رحمه الله».

[3] مقتل الحسين عليه السلام: 185 - 180، مع اختلاف.